11/21/2024 12:46:51 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
الرئيسية
المحليات
عربي ودولي
الاقتصاد
الرياضة
صحة وطب
منوعات
آراء
الشريعة والحياة
أحمد ناصر حميدان
رسالة النعمان للرئيس قحطان
5/15/2020
ما يحتاجه الجنوب هو ما يحتاجه الوطن اليمني الكبير , وهو نفس ما أحتاجه انا وغيري من ابناء هذا الوطن المعطاة في كل بقعة في شماله وجنوبه معا , هي الدولة المحترمة الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة , هي الكرامة والعزة لكل الناس دون تمييز , ما نحتاجه هو نبذ كل السلبيات التي تدمر النسيج الاجتماعي , وتشق الصف الوطني والانساني , وتخلق كل مبررات استمرار الصراعات لتزيد من حجم الانقسامات والجراح . لا نحتاج ان نكره بعض , ونخاصم بعض بفجور ,فالكراهية والفجور تعمي الابصار والبصائر , تغييب العقل ,حتى لا ينعقد حوله اجماع استثنائي . واقعنا اليوم هو نتاج لهذه الكراهية المفرطة , وتلك الخصومة الفاجرة , واقع مجتمع ونخب من الصعب على افرادها الاتفاق على اتفه الامور , تقودها الغوغاء والمزايدة على بعض والترويج لانتصارات وتامر , واقع يستثمر من قبل الجهل والتخلف والعصبية في تربع المشهد , والبقية موظفين , النتيجة فشل ذريع للكل . ما نحتاجه هو نراجع مواقفنا , وان نبحث في تاريخنا عن صفحاته المضيئة ترشدنا , لنتجاوز الصفحات السوداء المثخنة بالجراح والتراكمات , وبوعي قادرين على ان ننتزع كل الصور الذهنية لتلك الصفحات والقابعة في العقلية , تحكمها وتحكم مواقفها واختياراتها , ونحررها من مسيرة فشل سيطرة على تلك العقليات لسنوات و مراحل متعاقبة ولازالت تعيق نهضتنا , فتح تلك الصفحات السوداء دون وعي مبني على العدالة الانتقالية لتحقيق عدالة اجتماعية , هو استمرار لنبش الجراح والتراكمات , لتغذي مسيرة الفشل , وبمزاج انتقامي وثاري عبيط . ولكي نتعظ فيما جاء في رسالة النعمان للرئيس قحطان الشعبي حينها (كونوا مدرسة أخلاقية إنسانية واضربوا المثل للذين يتخذون من السلطة وسيلة للانتقام والبطش وأعلنوا في هذه اللحظة التي تنتصرون فيها إن الجنوب لأبنائه جميعاً وان المسؤولية يتحملها القادرون عليها جميعاً وان الاستبعاد لأي مواطن لا يجوز أما العزل السياسي لمن أجرم في حق الشعب عامداً متعمداً ومحاسبته وعقابه فهذا متروك للعدالة. اشعروا الجميع حتى الذين اختلفوا معكم وناصبوكم العداء إنكم فوق الخصومات وفوق الخلافات. اجعلوا المخطئين يشعرون أنهم ليسوا أول من أخطأ أو ضل أو خدع أو غررت به الدعايات المضللة والشعارات الزائفة ,أرجو إلا تستبد بنا نشوة الانتصار على إخواننا ومواطنينا مهما كان الخلاف فان أكثر الخلافات كما نعرف جميعاً كانت تغذى من خارج بلادنا ومن غير طبيعتنا وأخلاقنا. وانتصروا على أنفسكم وأهوائكم في هذه اللحظة وهذا هو الانتصار الحقيقي إن المسؤولية هي الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبينا أن يحملنها وحملها الإنسان انه كان ظلوماً جهولاً. لا تحرموا الوطن من أي عنصر يصلح لخدمته ويسد فراغاً ولو كان من ألد خصومكم فمن الخدمة للوطن والوفاء له الإنصاف (ولا يجرمنكم شنآن قوم على إلاَّ تعدلوا.. اعدلوا هو أقرب للتقوى)..... هل لنا ان نستفيد من هذه الرسالة ومحتواها الانساني ,ونتسلح بالقيم والمبادئ والاخلاقيات لكي نبني دولة ذات طابع انساني و وطني عظيم , نتجنب الصراعات المدمرة التي تبرر لمزيد من الشتات والانقسامات والتمزق , والنكبات والهزائم المتكررة , ونترك المزايدة على بعضنا بعض , بلغة الاحتقار والاسفاف, التي وصلت حد اهانة الذات , وتقديمها بصورة بشعة ببشاعة المفردات والاوصاف والدعايات الاعلامية والاشاعات المغرضة التي يصدقها البسطاء , في سيناريو بشع تخرجه بعض النخب , لتجعل من تلك البساطة وسيلة لتحويل المجتمع لقطيع تجره العاطفة ويسيره الحماس الغير واعي لمزيد من الهلاك , وكم فوتنا من فرص للنجاة من اجل مصالح جماعة وفئة وهيمنة وتسلط , وضع وطن وسيضيع من بين ايدينا , ما لم نعي المخاطر والويلات , والله على ما اقول شهيد .